روابط

| 0 comments ]

التحولات الإقتصادية و المالية و الإجتماعية و الفكرية في العالم في القرن 19م
مقدمة : شكلت أوربا الغربية مهدا للنظام الرأسمالي الذي امتد إلى أمريكا الشمالية و اليابان  .

فما هي التحولات الاقتصادية و المالية و الاجتماعية و الفكرية في العالم الرأسمالي أثناء القرن 19 م ؟
التحولات الاقتصادية و المالية :
  تعددت مظاهر التحولات الاقتصادية :
*  تجلى التطور الصناعي في تعميم المحرك البخاري ، و اختراع أنواع أخرى من المحركات ، و ظهور المصانع الكبرى ، و ازدهار بعض الصناعات في طليعتها : صناعة الفولاذ و الصلب و الصناعة الميكانيكية و الكيماوية ، و تزايد المردود و الإنتاج أمام تطور الأساليب و التقنيات ، و ارتفاع حصة الصادرات الصناعية.
*  أخذت الفلاحة في الدول الرأسمالية تستخدم الآلات و الأسمدة ، و تعتمد على انتقاء الأنواع الجيدة من المزروعات و سلالات الماشية ، بالإضافة ‘إلى إتباع الدورة الزراعية و استغلال البحث العلمي  و ارتباط الفلاحة بالصناعة و التجارة .
* تضاعفت المبادلات الخارجية للبلدان الرأسمالية التي نهج بعضها نظام التبادل الحر الذي جاء كبديل للحماية الجمركية ( فرض قيود جمركية على الواردات لحماية الإنتاج الوطني ) . في نفس الوقت ازدهرت التجارة الداخلية .
 ارتبطت التحولات الاقتصادية بعوامل مختلفة :
العامل التنظيمي : قام النهج الليبرالي الكلاسيكي على مبادئ منها حرية الإنتاج و التبادل التجاري ، و قانون العرض و الطلب ، و البحث عن الربح . و اتخذ التركيز الرأسمالي شكلين أساسين هما :
- التركيز الأفقي : اندماج الشركات التي لها نفس التخصص .
- التركيز العمودي : اندماج الشركات ذات التخصصات المتكاملة .
دور الفاعلين الاقتصاديين الجدد : و من أبرزهم :
- الأبناك : مؤسسات مالية أصبحت تستثمر في مختلف الأنشطة الاقتصادية ، إلى جانب تقديم القروض و جمع الودائع .
- المقاولات الكبرى : مؤسسات اقتصادية قوية ناتجة عن التركيز الرأسمالي .( التروست ، الهولدينغ )
- الشركات المجهولة الاسم : شركات كبيرة ذات رأسمال موزع على أكبر عدد من المساهمين
التقدم التقني و العلمي: اخترعت محركات جديدة كالمحرك الانفجاري و الكهربائي ، و همت الابتكارات صناعات متعددة
 و قطاعات الفلاحة و المواصلات و وسائل الاتصال .
ثورة المواصلات : توسعت شبكة السكك الحديدية في أوربا الغربية و الولايات م الأمريكية ، واخترعت السفينة البخارية فأقيمت خطوط بحرية منتظمة بين أوربا و باقي القارات ، و تم حفر القنوات النهرية و البحرية كما تم ترصيف الطرق البرية .
التحولات الديمغرافية و الاجتماعية :
شهد العالم الرأسمالي تحولات ديمغرافية مهمة  من أبرزها:
- تضاعف عدد السكان بفعل انخفاض نسبة الوفيات أمام تحسن التغذية و تقدم الطب ، مقابل ارتفاع نسبة الولادات .
- نمو حضري سريع أمام انتشار الهجرة القروية.
- تزايد الهجرة القروية لعدة أسباب منها الثورة الصناعية ، و التوسع الرأسمالي ، و ضعف الدخل الفلاحي.
تغيرت البنية الاجتماعية في البلدان الرأسمالية :
* تزايد نفوذ البورجوازية التي سيطرت على الأنشطة الصناعية و التجارية و الخدماتية و الفلاحة العصرية . في حين تراجعت مكانة طبقة النبلاء ، و أدت حركة التصنيع إلى تكاثر اليد العاملة التي عانت من ظروف معيشية قاسية منها ضعف الأجور و طول مدة العمل اليومي و السكن غير اللائق و انتشار الأمراض و سوء التغذية و استغلال الأطفال و النساء .
بروز الفكر الاشتراكي ونشأة الحركة النقابية :
ظهر الفكر الاشتراكي بأوربا خلال القرن 19 م :
* من انعكاسات الثورة الصناعية  استغلال العمال من طرف البورجوازية  و معاناتهم من البؤس الاجتماعي، و بالتالي ظهر الفكر الاشتراكي للدفاع عن مصالحهم .
* صنفت الاشتراكية إلى نوعين هما :
- الاشتراكية الطوباوية ( أو الخيالية أو المثالية ) :التي انتقدت مبادئ الرأسمالية ، و نادت بسيطرة الدولة على وسائل الإنتاج ،و تزعمها بعض المفكرين منهم الفرنسي سان سيمون و الانجليزي روبرت أووين . و تولدت عنها الاشتراكية الفوضوية بقيادة الفرنسي برودون
- الاشتراكية العلمية : التي اعتبرت الصراع الطبقي أساس التطور التاريخي ، و دعت إلى العنف الثوري ( الإضرابات و المظاهرات ) من أجل القضاء على الرأسمالية و إقامة النظام الاشتراكي . و من أهم زعماء هذا الاتجاه المفكر الألماني كارل ماركس .
نشأت و تطورت الحركة النقابية في البلدان الرأسمالية :
* في النصف الأول من القرن 19 شكل العمال في بعض بلدان أوربا الغربية عدة جمعيات من أجل الدفاع عن حقوقهم . و في النصف الثاني من نفس القرن تأسست نقابات عمالية قوية في كل من إنجلترا و فرنسا و ألمانيا . و تكتلت هذه النقابات عالميا في إطار الأممية الأولى و الثانية ( الاتحاد العالمي
 للنقابات ).
* أسفر نضال العمال عن تحقيق عدة مكتسبات من أبرزها : تقليص ساعات العمل اليومي ، و الزيادة في الأجور ، و إحداث تعويضات المرض و حوادث الشغل و البطالة و التقاعد ، و حق الإضراب ، و الاستفادة من العطل المؤدى عنها ، و الاحتفال بعيد الشغل في فاتح ماي من كل سنة .
خاتمة : أدت هذه التحولات إلى تدعيم مكانة أوربا عالميا و احتدام التنافس الامبريالي بين دولها الأكثر قوة    
شرح العبارات :
* هنري بيسمر ( 1818 – 1898 ) : مخترع إنجليزي ، ابتكر طريقة لإنتاج الفولاذ بأقل تكلفة .
* الدورة الزراعية أو التناوب الزراعي :تعاقب مزروعات مختلفة في نفس الحقل للحفاظ على خصوبة التربة .
* إراحة الأرض : عدم استغلال الأرض في بعض المواسم الفلاحية بهدف الحد من استنزاف التربة .
* فائض الإنتاج أو تضخم الإنتاج : الإنتاج أكثر من الاستهلاك ( العرض أكثر من الطلب )
* الرأسمالية التجارية : المرحلة الأولى من مراحل النظام الرأسمالي اعتمدت على استثمار الأموال في الميدان التجاري .
* الرأسمالية الصناعية : المرحلة الثانية من النظام الرأسمالي اقترنت باستثمار الأموال في المجال الصناعي .
* الرأسمالية المالية : المرحلة الثالثة من النظام الرأسمالي من مظاهرها توجه الأبناك نحو الاستثمار في مختلف الأنشطة الاقتصادية ، و إحداث البورصات و شركات الـتأمين .
*الرأسمالية الفلاحية : مرحلة من مراحل النظام الرأسمالي ، قامت على إدخال الأساليب و التقنيات الحديثة في المجال الفلاحي .
* التروست : شركة ضخمة ناتجة عن التركيز الرأسمالي .
* الهولدينغ :مؤسسة مالية تمتلك غالبية أسهم عدة شركات .
* الاقطاعية أو الفيودالية أو النبلاء: طبقة غنية تهيمن على الفلاحة التقليدية .
* البورجوازية : طبقة غنية تسيطر على الأنشطة الاقتصادية العصرية .
* العامل : الفرد الذي يبيع قوة عمله مقابل أجر .
* الفوضوية : فرع من الاشتراكية الطوباوية دعا إلى إلغاء الدولة ، ومن أشهر زعمائها الفرنسي برودون و الروسي باكونين .

التنافس الإمبرياليو اندلاع الحرب العالمية الأولى
مقدمة : أدى التنافس الإمبريالي بين الدول الأوربية إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى
ما هي مظاهر التنافس الإمبريالي ؟ وماذا عن سياسة التحالفات والتسابق نحو التسلح ؟ و ما دور الأزمات الدولية في اندلاع الحرب العالمية الأولى ؟
التنافس الإمبريالي :
التنافس الإقتصادي :
* في أواخر القرن 19 وبداية القرن 20 ، اشتد الصراع بين الدول الأوربية من أجل السيطرة على الأسواق الخارجية بهدف تصريف فائض الإنتاج الصناعي ، وجلب المواد الأولية ، و تصدير رؤوس الأموال ، وتشجيع فقرائها على الهجرة إلى المستعمرات للتخفيف من حدة المشاكل الإجتماعية و الأزمات الإقتصادية الدورية .
* ظلت بريطانيا أول قوة صناعية و تجارية في العالم إلى حدود نهاية القرن 19 . لكنها أصبحت مهددة من طرف ألمانيا التي شهد اقتصادها تطورا سريعا، و الولايات المتحدة الأمريكية التي تولت الزعامة الإقتصادية العالمية لاحقا، وفرنسا القوة الإقتصادية الرابعة عالميا. بالإضافة إلى دول أخرى صاعدة مثل إيطاليا و هولندا و بلجيكا  .
التنافس السياسي :
* ارتبطت النزاعات الأوربية قبيل 1914 بالمصالح الشخصية لكل دولة و التي يمكن تحديدها على الشكل الآتي :
-  بريطانيا: كانت تستهدف التحكم في الملاحة البحرية العالمية و تتضايق من القوة البحرية الألمانية المتنامية
- ألمانيا : اهتمت بالتوسع الإمبريالي على حساب  مصالح القوتين الإستعماريتين : إنجلترا و فرنسا
-  فرنسا : تطلعت إلى استرجاع الألزاس و اللورين المحتلتين من طرف ألمانيا ، واستكمال بناء امبراطوريتها الإستعمارية .
- إيطاليا : أرادت  تحرير اراضيها الشمالية من الإحتلال النمساوي ، و الحصول على نصيبها من المستعمرات
- النمسا : ناهضت تحرر القوميات السلافية بزعامة صربيا
- روسيا : عملت  على حماية صربيا و الشعوب السلافية في البلقان .
* توزعت مناطق التنافس الإستعماري على النحو التالي :
- تونس : تنافس فرنسي – إيطالي – إنجليزي
- المغرب : تنافس فرنسي – إسباني – ألماني- إنجليزي.
- مصر  :   تنافس إنجليزي- فرنسي .
- البلقان  : تنافس روسي – نمساوي- عثماني
الكونغو  : تنافس بلجيكي- فرنسي- ألماني
وسائل التنافس الإمبريالي :
أهم التحالفات والإتفاقيات  في أواخر القرن 19 و مطلع القرن 20:
- التحالف الثنائي الألماني- النمساوي ( سنة 1879) : تحالف سري استهدف ضمان أمن ألمانيا من أي هجوم فرنسي محتمل .
- التحالف الثلاثي الألماني- النمساوي- الإيطالي ( سنة 1882 ): حلف دفاعي ضد أي هجوم خارجي .
- التقارب الفرنسي – الروسي ( سنة 1892 ) : توخى الدفاع عن حدود الدولتين ضد أي هجوم محتمل من طرف دول التحالف الثلاثي
- الإتفاق الودي الفرنسي – الإنجليزي ( سنة 1904 ) : استهدف تسوية  الصراع الإستعماري الثنائي  حول المغرب و مصر .
- الوفاق الثلاثي الفرنسي – الإنجليزي – الروسي ( سنة 1907) : حلف عسكري موجه ضد التحالف الثلاثي و خاصة ألمانيا .
ملاحظة : أسفرت هذة التحالفات و الإتفاقيات عن تكوين حلفين متنافرين هما التحالف الثلاثي و الوفاق الثلاثي .
- السباق نحو التسلح :
عملت الدول الأوربية المنتمية للتحالفات السابقة الذكر على تعميم الخدمة العسكرية الإجبارية ، ورفع حجم جيوشها النظامية و الإحتياطية ، و زيادة  و تطوير أسلحتها .
احتدم التنافس في ميدان التسلح البحري بين المانيا  و إنجلترا . في نفس الوقت اشتد التسابق في ميدان التسلح البري بين ألمانيا  و فرنسا
  مؤتمرات الدول الإمبريالية لتسوية خلافاتها حول مناطق النفوذ :
- مؤتمر برلين الأول ( سنة 1878 ) : نص على اقتطاع مناطق من الإمبراطورية العثمانية لفائدة النمسا و روسيا ، و استيلاء إنجلترا على قبرص .
- مؤتمر مدريد ( سنة 1880 ) : أكد حق السفراء الأوربيين في حماية رعاياهم المغاربة ، ومنح حق الملكية للأجانب بالمغرب .
- مؤتمر برلين الثاني ( 1884-1885  ): الإتفاق على تقسيم قارة إفريقيا بين الدول الأوربية المتنافسة ،و على تنظيم الملاحة بحوض  الكونغو .
- مؤتمر الجزيرة  الخضراء أو الخزيرات ( سنة 1906 ) :  قرر إنشاء بنك مخزني  ممول من طرف الدول الأوربية، و تكليف فرنسا و إسبانيا بتكوين شرطة بالموانئ المغربية .
ملاحظة : أدى التنافس الإمبريالي إلى حدوث أزمات دولية
الأزمات الدولية الممهدة لاندلاع الحرب العالمية الأولى : 
الأزمات المغربية : 
المسألة المغربية الأولى سنة 1905 
مهدت فرنسا لإحتلال المغرب بعقد اتفاقيات مع كل من إيطاليا و إنجلترا وإسبانيا ، مما أثار غضب ألمانيا التي لها أيضا أطماع استعمارية . في إطار ذلك  قام الإمبراطور الألماني كيوم الثاني بزيارة مدينة طنجة سنة 1905 و ألقى بها خطابا عبر فيه عن ضرورة احترام سيادة المغرب ، و دعا إلى عقد مؤتمر دولي لدراسة المسألة المغربية . وبالفعل عقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 .
- المسألة المغربية الثانية سنة 1908 :
قامت ألمانيا بالتهديد بعد اعتقال بعض رعاياها بالدار البيضاء من طرف السلطات الإستعمارية الفرنسية . وطرحت فرنسا القضية على المحكمة الأوربية التي حكمت بطرد القنصلين( الألماني و الفرنسي) من المغرب .
- المسألة المغربية الثالثة سنة 1911:
كان رد فعل ألمانيا إزاء الإحتلال الفرنسي لمدينة فاس هو إرسال سفينة حربية إلى أكادير استعدادا لغزو المغرب ،  فاضطرت فرنسا إلى التنازل لها عن الكونغو بمقتضى الإتفاق المبرم سنة 1911.
ازمات البلقان :
– الأزمة البلقانية الأولى سنة 1908:
أقدمت النمسا على ضم إقليم البوسنة و الهرسيك ،مما أثار غضب صربيا التي كانت تتطلع إلى إقامة الوحدة السلافية في البلقان  بدعم من روسيا.
- الأزمة البلقانية الثانية ماي 1913 :
دخلت دول العصبة البلقانية ( صربيا، اليونان، بلغاريا ) في حرب ضد الإمبراطورية العثمانية . فانهزمت هذه الأخيرة و تخلت عن اراضيها الأوربية لفائدة الدول المنتصرة .
- الأزمة البلقانية الثالثة يونيو-غشت 1913 : على إثر الخلافات حول غنائم الحرب ضد الإمبراطورية العثمانية قام نزاع بين بلغاريا وباقي دول البلقان ، انتهى بانتصار الطرف الأخير (صربيا ورومانيا واليونان). 
 اندلاع الحرب العالمية الأولى و مراحلها
* استغلت النمسا اغتيال ولي عهدها فرانسوا فيرديناند من طرف منظمة صربية في يونيه 1914 ، لتعلن بعد شهر الحرب على صربيا . فسارعت باقي الدول الأعضاء في الوفاق الثلاثي  إلى إعلان الحرب ضد الدول الأعضاء في التحالف الثلاثي.
* مرت الحرب العالمية بمرحلتين أساسيتين هما :
- المرحلة الأولى ( 1914 – 1916 ) : و تميزت بانتصار ألمانيا على فرنسا و روسيا القيصرية، و دخول إيطاليا الحرب إلى جانب دول الوفاق ، و نهج  حرب الخنادق .
- المرحلة الثانية ( 1917 – 1918 ) : و تميزت بانتصار الحلفاء ( الوفاق ) بعد دخول الولايات م الأمريكية الحرب إلى جانبهم ، مقابل انسحاب روسيا الاشتراكية من الحرب و عقدها معاهدة الصلح مع ألمانيا ( معاهدة بريست ليتوفسك ).
خاتمة  
أسفر التنافس الإمبريالي عن إنشاء التحالفات العسكرية و السباق نحو التسلح . وبالتالي حدوث المواجهة بين دول الوسط   (  المانيا ، النمسا، بلغاريا، الإمبراطورية العثمانية)و دول الوفاق(فرنسا،إنجلترا، روسيا، و.م.الأمريكية ، إيطاليا) خلال الحرب العالمية الأولى  (1914-1918)   التي انتهت بانتصار الطرف الأخير. فما هي النتائج العامة لهذه الحرب ؟
شرح العبارات :
*الامبريالية : السياسة التوسعية للبلدان الرأسمالية .
* السلاف : القومية الرئيسية في أوربا الشرقية و تشمل عدة عناصر من أبرزها الروس و الصرب  و الهنغاريين .
*البلقان : منطقة كبرى في جنوب شرق أوربا تضم بعض البلدان في طليعتها اليونان و صربيا و بلغاريا و رومانيا و ألبانيا
* حرب الخنادق : حرب دفاعية اعتمدت على حفر الخنادق و إقامة الأسلاك الشائكة .
اليقظة الفكرية بالمشرق العربي
 
عرف المشرق العربي النهضة الفكرية خلال القرن 19م مقدمة
فما هي عوامل و مظاهر اليقظة الفكرية ؟ و من هم اقطاب  التيارين : السلفي و  العلماني ؟
عوامل ومظاهر اليقظة الفكرية بالمشرق العربي خلال القرن 19 م :
ارتبطت النهضة الفكرية للمشرق العربي بالعوامل التالية :
* عوامل ثقافية : شهدت مصر و سوريا و لبنان إدخال المطبعة الحديثة و تأسيس المدارس و المعاهد ، و إصدار الصحف ، وإرسال البعثات الطلابية إلى أوربا ، إلى جانب ترجمة المؤلفات الغربية إلى اللغة العربية .
* عوامل اجتماعية : ظهرت في مصر و بلاد الشام طبقة وسطى شجعت الثقافة ، ونما نشاط البعثات التبشيرية .
* عوامل سياسية : برز الشعور الوطني و القومي بعد الحملة الفرنسية على مصر ، و ضعف السلطة العثمانية ، و سياسة التتريك ( فرض اللغة التركية على البلدان العربية الخاضعة للنفوذ العثماني ). بالإضافة إلى إصلاحات محمد علي التي استهدفت إنشاء دولة حديثة و مستقلة بمصر.
تجلت اليقظة الفكرية بالمشرق العربي في ظهور التيارين : السلفي و العلماني : 
*  الاتجاه السلفي : تيار ذو منطلق ديني دعا إلى العودة إلى ما كان عليه السلف الصالح . و قد طرح مبادئ في المجالات الآتية :
- المجال الديني : العودة إلى أصول الإسلام على عهد السلف الصالح ، و نبذ البدع و الشعوذة ، و فتح باب الاجتهاد ، و التوفيق بين الدين و العلم .
- المجال السياسي : الحكم وفق مبدأ الشورى ( الديمقراطية الإسلامية ) ، ونبذ الاستبداد ، و المناداة بالحرية و وحدة العالم الإسلامي ، و مناهضة الاستعمار .
- المجال الاجتماعي : الاهتمام بالتربية و التعليم و تهذيب الأخلاق ، و تحقيق العدالة الاجتماعية ، و الدعوة إلى تعليم المرأة .
*  الاتجاه العلماني : تيار دعا إلى فصل الدين عن الدولة و الأخذ بقيم الحداثة . و قد أثار بدوره الميادين الدينية و السياسية و الاجتماعية :
- في الميدان الديني : فصل الدين عن الدولة ، و  معاداة العصبية الطائفية .
- في الميدان السياسي : المطالبة بالديمقراطية السياسية والحريات العامة ، و المساواة أمام القانون .
- في الميدان الاجتماعي :الاهتمام بالتربية و التعليم ، و تحديث المجتمع، وتحرير المرأة ، وتقليص الفوارق الطبقية .
أقطاب التيارين السلفي و العلماني :
قاد  بعض المفكرين التيار السلفي من أشهرهم :
* جمال الدين الأفغاني : مفكر إسلامي إصلاحي  دافع عن قضايا المسلمين .عاش في القرن 19 م ، ازداد بأفغانستان ، و تنقل بين مصر و الدولة العثمانية وأوربا . أنشأ  مع الشيخ محمد عبده جريدة  "العروة الوثقى ."
*محمد عبده : مفكر سلفي مصري ، تخرج من جامعة الأزهر ، و نفي من مصر فصاحب جمال الدين الأفغاني .
* عبد الرحمان الكواكبي : مفكر سوري من عصر النهضة ، جند حياته لمناهضة الاستبداد العثماني متنقلا بين الشام و مصر . ألف عدة كتب منها " أم القرى " . توفي  سنة 1903
تزعم  بعض المفكرين التيار العلماني ( الليبرالي )  من أهمهم :
* شبلي اشميل : مفكر و طبيب لبناني عاش في مصر دعا إلى فصل الدين عن الدولة .
* رفاعة الطهطاوي : مفكر مصري عاش في القرن 19 . تخرج من جامعة الأزهر و  تابع دراسته بفرنسا. و عاد إلى وطنه حيث انشأ جريدة " الوقائع المصرية " و تولى مناصب إدارية .
* قاسم أمين :مفكر مصري ، تابع دراسته الحقوقية بفرنسا ، دعا إلى تحرير المرأة و تعليمها . توفي سنة 1908
خاتمة :  جاءت اليقظة الفكرية بالمشرق العربي كرد فعل اتجاه الهيمنة الأوربية التي أدت إلى تزايد الضغوط الاستعمارية .
شرح العبارات :
*الحملة الفرنسية على مصر : الحملة العسكرية التي قادها إمبراطور فرنسا نابليون بونابارت في الفترة 1798 – 1801
* محمد علي أو إبراهيم باشا :حاكم مصر في الفترة 1805 – 1848 الذي قام بعدة إصلاحات .
* الاستبداد : نظام سياسي قائم على احتكار الحاكم لكل السلطات و قمعه للحريات مستندا على التعليمات الشفهية .
* النهضة العربية : حركة فكرية استهدفت خروج العرب من مرحلة الانحطاط إلى  مرحلة التجديد .
* السلف الصالح : الصحابة و التابعون على عهد الرسول ( ص ) و الخلفاء الراشدين خلال القرن الأول الهجري الموافق  القرن السابع الميلادي

الضغوط الإستعمارية على المغرب و محاولات الإصلاح
مقدمة : خلال القرن 19م ، تعرض المغرب لضغوط استعمارية فقام بمحاولات الإصلاح .
فما هي أنواع الضغوط الاستعمارية على المغرب ؟ و ما هي الميادين التي همتها الإصلاحات بالمغرب ، و عوامل فشل هذه الأخيرة ؟
أشكال الضغوط الاستعمارية على المغرب خلال القرن 19 م :.
فرضت فرنسا  ضغوطا عسكرية و اقتصادية و دبلوماسية على المغرب :
*في المجال العسكري : انهزم الجيش المغربي سنة 1844 أمام الجيش الفرنسي في معركة إيسلي التي تلخصت أسبابها في رغبة فرنسا التوسع انطلاقا من الجزائر على حساب المغرب ، و مساندة هذا الأخير للمقاومة المسلحة الجزائرية . أما نتائج هذه المعركة فتمثلت في عقد معاهدة للامغنية سنة 1845 التي تركت الحدود المغربية الجزائرية غامضة جنوب مركز ثنية الساسي ( ناحية فكيك ) . و استغلت فرنسا هذا الغموض لتحتل في أواخر القرن 19 أجزاء من الصحراء المغربية الشرقية.
* في المجال الاقتصادي : حصلت فرنسا على امتيازات تجارية بمقتضى الاتفاقية الفرنسية المغربية لسنة 1863.
* في المجال الدبلوماسي : بسطت فرنسا الحماية القنصلية على عملائها من المغاربة ( المحميون )
 ركزت بريطانيا على الامتيازات الاقتصادية و الدبلوماسية :
* أقنع المندوب الإنجليزي دراموند هاي المغرب بضرورة التخلي عن سياسة الاحتراز ( العزلة ) ، و بالتالي تم سنة 1856 التوقيع على الاتفاقية التجارية المغربية الانجليزية التي منحت للإنجليز عدة امتيازات من بينها حق الاستقرار بالمغرب و مزاولة التجارة و امتلاك العقارات ، و التزام المغرب بإلغاء القيود الجمركية المفروضة على الصادرات و الواردات المعروفة باسم الكونطرادات .
* بموجب نفس الاتفاقية منحت بريطانيا الحماية القنصلية لوسطائها التجاريين المغاربة .
 مارست إسبانيا ضغوطا عسكرية و اقتصادية و دبلوماسية على المغرب :
* حاولت إسبانيا توسيع نفوذها في ضواحي سبتة المحتلة ، فأعلنت سنة 1859 الحرب على المغرب .و انتهت هذه الحرب بانهزام الجيش المغربي و احتلال تطوان سنة 1860.
* عقدت في نفس السنة معاهدة الصلح بين الطرفين التي تضمنت شروطا قاسية منها توسيع حدود سبتة ، و تنازل المغرب لاسبانيا عن مركز ساحلي في الجنوب ، و أداؤه غرامة مالية باهظة استنزفت خزينة الدولة و فرضت على المغرب اقتسام مداخله من الرسوم الجمركية مع إسبانيا .
* في سنة 1861 وقع المغرب معاهدة  مع إسبانيا  أتاحت لهذه الأخيرة فرض الحماية القنصلية كما هو الشأن بالنسبة لفرنسا و بريطانيا
 أكد مؤتمر مدريد الحماية القنصلية و الامتيازات الأجنبية بالمغرب :
* انعقد مؤتمر مدريد سنة 1880 بحضور ممثلي الدول الأوربية و الولايات المتحدة  الأمريكية و المغرب . و قد خرج هذا المؤتمر بقرارات من أهمها تأكيد الحماية القنصلية ، و منح المحميين امتيازات منها عدم الخضوع للقانون المغربي و بالتالي عدم أداء الضرائب والرسوم الجمركية و الغرامات و الخدمة العسكرية . و كرس هذا المؤتمر الامتيازات  التي حصل عليها الأوربيون في الاتفاقيات السابقة .
محاولات الإصلاح بالمغرب خلال القرن 19 و عوامل فشلها :
تمت جل الإصلاحات في عهد السلطانين محمد بن عبد الرحمان ( 1859- 1873 ) و الحسن الأول ( 1873 – 1894 ) ، و يمكن تحديدها على الشكل الآتي :
إصلاحات عسكرية : أرسلت الدولة المغربية بعثات طلابية إلى أوربا لمتابعة التكوين العسكري ، و استقدمت أطرا أوربية لتدريب الجيش المغربي ، و عملت على شراء الأسلحة الحديثة و تشييد مصنعين للأسلحة ( فاس و مراكش )، و إنشاء الأسطول الحربي لحماية السواحل .
إصلاحات إدارية : تم تحديد مهمة الصدر الأعظم ، و إحداث وزارات جديدة ( كوزارة الدفاع و الخارجية ) و القيادات الصغرى .
إصلاحات اقتصادية : تمثلت في إدخال مزروعات جديدة كالقطن و قصب السكر ، وخلق بعض الصناعات الحديثة كالنسيج و السكر  و الورق ، و ترميم الموانئ  و تجهيزها، و استخراج الفحم الحجري .
 إصلاحات مالية : عينت الدولة أمناء ( رؤساء  الجمارك) في المراسي و خصصت لهم أجورا و فرضت عليهم المراقبة لمحاربة الاختلاس و الرشوة . في نفس الوقت أحدثت الدولة جهازا مركزيا مكونا من إدارة مركزية يرأسها وزير المالية " مول الشكارة " ، و إدارة محلية تشمل أمناء القبائل و المراسي و " المستفاد " ( مدا خيل التجارة و الأملاك المخزنية ) .
 إصلاحات جبائية :فرضت الدولة  ضرائب متعددة منها مكوس الأبواب و الحافر و الأسواق ، قبل أن تفرض ضريبة الترتيب ( تعريف هذه المصطلحات ص 59 من كتاب المنار ) .
 إصلاحات نقدية : قبلت الدولة المغربية تداول العملات الفرنسية و الاسبانية داخل البلد ، و رفعت من قيمة العملة الوطنية و حاربت تزويرها أو تهريبها . كما أنشأت دار السكة ، و عملت على ضبط صرف العملات .
 إصلاح التعليم : أسست الدولة المغربية مدرسة عصرية لتلقي العلوم الحديثة و خصصت منحا و مكافآت للطلبة المتفوقين ، و أرسلت بعثات طلابية إلى أوربا .
آلت هذه الإصلاحات إلى الفشل بفعل نوعين من العوامل :
- عوامل خارجية : تمثلت في الضغوط الاستعمارية التي أضعفت الدولة المغربية اقتصاديا و ماليا و سياسيا و عسكريا.
- عوامل داخلية : من أبرزها تزايد عدد المحميين ، و معارضة زعماء القبائل و الزوايا و الفقهاء لهذه الإصلاحات التي تضر بمصالحهم وبالتالي قيام بعض الثورات . بالإضافة حدوث بعض الكوارث الطبيعية .
خاتمة : بفشل هذه الإصلاحات تزايدت الضغوط الاستعمارية . فكانت النتيجة فرض الحماية الأجنبية على المغرب ابتداء من سنة 1912
أوربا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929م
مقدمة  في الفترة 1914 – 1918 دارت الحرب العالمية الأولى بين دول الوسط و دول الحلفاء وانتهت بانتصار الطرف الأخير
- كيف أصبحت الخريطة السياسية لأوربا و العلاقات الدولية بعد الحرب . ع . الأولى ؟
- ما طبيعة الأوضاع الداخلية بأوربا إلى غاية 1925 ؟
- كيف تطورت ألأوضاع العامة و العلاقات الدولية في الفترة 1925 – 1929 ؟
الخريطة السياسية لأوربا و العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الأولى :
معاهدات الصلح و تغيير الخريطة السياسية لأوربا :
* في سنتي 1919 و 1920 فرض الحلفاء على الدول المنهزمة المعاهدات التالية : معاهدة فرساي مع ألمانيا ، معاهدة سان جرمان مع النمسا ، معاهدة نويي مع بلغاريا ، معاهدة تريانون مع هنغاريا ، معاهدة سيفر مع الإمبراطورية العثمانية . وتضمنت هذه المعاهدات اقتطاعات ترابية و إضعافا عسكريا و غرامات مالية.
* أسفرت هذه المعاهدات عن تغيير الخريطة السياسية لأوربا حيث اختفت الإمبراطورية النمساوية- الهنغارية و الإمبراطورية العثمانية، وظهرت دول جديدة، و تقلصت مساحة البلدان المنهزمة لفائدة البلدان المنتصرة و حلفائها .
العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الأولى :
* ظهرت الخلافات في مؤتمر السلام العالمي بباريس ( 1919 ) بين الدول الكبرى : إذ رغبت فرنسا في إضعاف ألمانيا كليا ، بينما تشبثت إنجلترا بالحفاظ على توازن القوى الأوربية ، و اقترحت الولايات المتحدة الأمريكية المبادئ 14 لولسون التي تهدف إلى إعادة تنظيم العلاقات الدولية ، في حين طالبت إيطاليا باسترجاع مناطقها المحتلة من طرف النمسا .
* في سنة 1920 تأسست عصبة الأمم التي استهدفت إقرار السلم العالمي و خلق التعاون الدولي معتمدة على أجهزة داخلية منها الجمعية العامة ( جهاز تشريعي للمنظمة) و مجلس العصبة ( جهاز تنفيذي) و محكمة العدل الدولية ( جهاز قضائي ) و الأمانة أو الكتابة العامة ( جهاز مسير للمنظمة ).
الأوضاع الداخلية بأوربا إلى غاية 1925 :
قيام النظام الاشتراكي في روسيا :
* تلخصت أسباب الثورة البولشفية ( الاشتراكية ) بروسيا في النقط الآتية :
- التناقضات الاجتماعية بين الطبقتين الغنية و الفقيرة سواء في المدن أو البوادي .
- تزايد المعارضة السياسية ضد النظام الإمبراطوري الاستبدادي
- الخسائر البشرية و المادية للحرب العالمية الأولى ، و تأزم الوضع الاقتصادي و الاجتماعي الداخلي
- عجز الحكومة المؤقتة عن مواجهة هذا الوضع المتأزم .
* في أكتوبر 1917 ، قاد الحزب البولشفي بزعامة لينين الثورة الاشتراكية في روسيا . و قام النظام الاشتراكي الذي اتخذ قرارات استعجالية منها تجريد البورجوازيين و النبلاء من ممتلكاتهم ، و تأميم وسائل الإنتاج ،وتفويت السلطة لمجالس السوفيا ت ( العمال     و الفلاحون الفقراء ) ، و الانسحاب من الحرب العالمية الأولى .
* أدت هذه القرارات إلى الحرب الأهلية و التدخل الأجنبي بروسيا في الفترة 1918 – 1921 : حيث شن البورجوازيون و النبلاء الحرب ضد الدولة الاشتراكية بدعم من الدول الرأسمالية الكبرى التي احتلت هوامش روسيا .
انعكاسات الحرب.ع. الأولى على  ألمانيا و إيطاليا و فرنسا كنموذج عن أوربا :
* خلفت الحرب ع الأولى خسائر بشرية جسيمة، فانخفضت نسبة السكان النشيطين و نسبة التكاثر الطبيعي، و ارتفعت نسبة الشيوخ.
* دمرت الحرب جميع القطاعات الاقتصادية ، فانخفض الإنتاج الفلاحي و الصناعي و تدهورت المبادلات التجارية .
* انعكس الوضع الاقتصادي على الجانب الاجتماعي حيث ارتفعت نسبة البطالة و الفقر ، و ارتفعت الأسعار.
* أدت الحرب إلى تحولات سياسية ، يمكن تحديدها على النحو الآتي :
- ألمانيا : قيام جمهورية فيمار الديمقراطية ،و تصاعد المعارضة من طرف الشيوعيين ( جماعة سبارتاكوس ) و النازيين ( بزعامة أدولف هتلر ) .
- إيطاليا : قيام النظام الفاشي ( الديكتاتوري- التوسعي ) بقيادة موسوليني الذي اعتمد أسلوب الإرهاب للوصول إلى الحكم سنة 1922
- فرنسا : عدم الاستقرار السياسي ، و تزايد نفوذ الحركات المتطرفة .
الأوضاع العامة و العلاقات الدولية بعد معاهدة لوكارنو ( 1925) :
الاستقرار السياسي و الانتعاش الاقتصادي في الفترة 1925 – 1929 :
* في أكتوبر 1925 وقعت فرنسا و ألمانيا و إنجلترا و إيطاليا  و بلجيكا على معاهدة لوكارنو ( مدينة في سويسرا ) التي نصت على إقرار السلم بينها .
* في الفترة 1926 – 1929 عرفت أوربا انتعاشا اقتصاديا انعكس ايجابيا على الوضع الاجتماعي . في نفس الوقت شهدت الولايات المتحدة ازدهارا اقتصاديا . غيران الأجور كانت أقل تطورا من الإنتاج ،مما مهد لاندلاع الأزمة الاقتصادية .
 الأزمة الاقتصادية العالمية 1929 :
* ابتداء من الخميس 24 أكتوبر 1929 حدث انهيار الأسهم في بورصة وول استريت بنيويورك . و لم تكن هذه الأزمة المالية سوى انعكاس مباشر لتضخم الإنتاج الذي أدى انخفاض الأسعار و الإفلاس وانتشار البطالة و تدني الأجور.
* إزاء هذا الوضع ، سحبت الولايات المتحدة أموالها من الخارج . في نفس الوقت سادت الحماية الجمركية . وبالتالي انتشرت الأزمة في باقي البلدان الرأسمالية و المستعمرات في الفترة 1930 – 1932 . 
* خلفت الأزمة الاقتصادية العالمية النتائج التالية :
- اقتصاديا : تضرر جميع القطاعات الاقتصادية ، و تدخل الدولة في الاقتصاد .
- اجتماعيا : ارتفاع البطالة و الفقر، و كثرة الإضرابات و المظاهرات . 
- سياسيا : تصاعد المعارضة و وصولها إلى الحكم كما هو الشأن بالنسبة لقيام النظام النازي الألماني ( بزعامة هتلر ) و النظام العسكري الياباني ، و نهج الأنظمة الفاشية السياسة  التوسعية .
أدت مخلفات ما بين الحربين إلى اندلاع الحرب العالمية الثاني خاتمة
   شرح العبارات :
*مؤتمر السلام العالمي بباريس ( 1919 ) : أسفر هذا المؤتمر عن عقد معاهدات الصلح بين دول الحلفاء ( المنتصرة ) و دول الوسط (المنهزمة في الحرب ع الأولى ) ، إلى جانب الاتفاق على إنشاء منظمة دولية لإقرار السلم ( عصبة الأمم ) .
* أبرز شخصيات هذا المؤتمر :
- كليمانصو : رئيس مجلس وزراء الفرنسي ( 1917 – 1920) .
- لويد جورج : الوزير الأول البريطاني ( 1916 – 1922 )
- ولسون : رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ( 1912 – 1920)  الذي اقترح المبادئ 14.
* نيقولا الثاني : آخر آباطرة روسيا القيصرية الذي وضعت ثورة فبراير 1917 حدا لحكمه .
*الحكومة المؤقتة ( الروسية ) : الحكومة البورجوازية التي تولت السلطة بعد ثورة فبراير 1917 ، و التي تمت الإطاحة بها في ثورة أكتوبر البولشفية من نفس السنة .
*الحزب البولشفي : الحزب الروسي الذي تبنى الاشتراكية العلمية بزعامة لينين ، و قد حمل إسم الحزب الشيوعي منذ 1918 .
* لينين ( فلادمير إليتش أوليانوف ) : زعيم الثورة البولشفية ، و أول رئيس لروسيا الاشتراكية و الاتحاد السوفياتي ، و أحد أقطاب الاشتراكية العلمية . توفي سنة 1924 .
*وسائل الإنتاج : الممتلكات التي تذر المداخيل (منها المصانع و المزارع و المتاجر و الأبناك و وسائل النقل).
* تأميم وسائل الإنتاج : جعلها ملكا للدولة .
* موسوليني : زعيم النظام الفاشي بإيطاليا خلال الفترة 1922 – 1944 أقام الديكتاتورية داخليا ، و اتبع السياسة التوسعية خارجيا . حمل لقب الدوتشي ( كلمة إيطالية تعني الزعيم )
*جمهورية فيمار: جمهورية ديمقراطية قامت بألمانيا بعد نهاية الحرب العالمية الأولى ( 1919 -1933) . و يعتبر إيبرت أول رئيس لها
* الحزب النازي : حزب ألماني قومي متطرف طرح عدة مبادئ منها العنصرية و الكليانية ، و مناهضة الديمقراطية السياسية            و الاشتراكية .
* الكليانية: كل السلطات في يد رئيس الدولة .
* أدولف هتلر : قائد ألمانيا النازية ( الفوهرر باللغة الألمانية ) في الفترة 1933 – 1945 ، أقام نظاما فاشيا ( ديكتاتوريا توسعيا ) فساهم في اندلاع الحرب العالمية الثانية .
* الخميس الأسود : يقصد به الخميس 24 أكتوبر 1929 الذي مثل يوما أسودا بالنسبة للاقتصاد الرأسمالي خاصة الأمريكي .
* روزفيلت : رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ( 1933 – 1945 ) الذي وضع " الخطة الجديدة " لمواجهة مخلفات الأزمة الاقتصادية
"الأسباب و النتائج" الحرب العالمية الثانية
مقدمة : في الفترة 1939 – 1945 دارت الحرب العالمية الثانية بين  دول المحور ( ألمانيا ، إيطاليا ، اليابان ) و دول الحلفاء ( فرنسا ، إنجلترا ، الولايات المتحدة الأمريكية ، الإتحاد السوفياتي ) . فما هي أسباب و مراحل و نتائج هذه الحرب؟
أسباب الحرب العالمية الثانية :
ساهمت مخلفات معاهدات الصلح و الأزمة الاقتصادية في توتر العلاقات الدولية :
*فرض الحلفاء على الدول المنهزمة في الحرب العلمية الأولى معاهدات الصلح التي تضمنت قيودا ترابية وعسكرية  مالية . لهذا تأسست في الدول الأخيرة أحزاب قومية متطرفة من بينها الحزب النازي الألماني بقيادة هتلر .
* من مخلفات الأزمة الاقتصادية لسنة 1929 قيام أنظمة ديكتاتورية توسعية عرفت بالفاشية منها النظام النازي الألماني ( 1933) و النظام العسكري الياباني . بالإضافة إلى حدوث المواجهة الاقتصادية و السياسية بين الأنظمة الديمقراطية الكبرى ( فرنسا ، بريطانيا ، الولايات المتحدة الأمريكية ) و الأنظمة الفاشية ( ألمانيا ، إيطاليا ، اليابان ) .
 عجلت السياسة التوسعية للأنظمة الفاشية و عجز عصبة الأمم باندلاع الحرب العالمية الثانية :
* اتبعت الأنظمة الفاشية خلال الثلاثينات سياسة خارجية توسعية يمكن تحديدها على النحو الآتي :
- التوسع الياباني في منطقة منشوريا وباقي أجزاء الصين .
- الغزو الإيطالي لإثيوبيا
- التوسع الألماني على حساب النمسا و تشيكوسلوفاكيا و بولونيا في إطار ما عرف باسم المجال الحيوي .
* عقدت الأنظمة الفاشية تحالفات عسكرية من أبرزها : محور برلين – روما- طوكيو ، و تدخلت ألمانيا و إيطاليا في الحرب الأهلية الإسبانية ( 1936- 1939) التي آلت إلى قيام نظام فاشي جديد بزعامة فرانكو .
* عجزت عصبة الأمم عن وضع حد لسياسة التسلح و التوسع و التحالفات التي نهجتها الأنظمة الفاشية  . و أصبحت تمثل دول الحلفاء  و البلدان الموالية لها بعد انسحاب الدول الفاشية منها .
مراحل الحرب العالمية الثانية :
في المرحلة 1939 – 1942 حققت دول المحور توسعات كبرى :
* اتبعت ألمانيا أسلوب الحرب الخاطفة ، فتمكنت من احتلال بلدان أوربا الشمالية ، ومجموعة من دول أوربا الغربية ( فرنسا ، هولندا ، بلجيكا ، الليكسمبورغ ) و الإتحاد السوفياتي و باقي دول أوربا الشرقية ، وبلدان البلقان . و انطلاقا من ليبيا ، هاجمت القوات الألمانية   و الإيطالية مصر و تونس
* استولت اليابان على بلدان جنوب شرق آسيا و جزر المحيط الهادئ ، وقصفت القاعدة العسكرية الأمريكية في بيرل هاربور بجزر هاواي ( المحيط الهادئ ) . فتدخلت الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب إلى جانب الحلفاء .
 المرحلة 1943 – 1945 انقلبت الحرب لفائدة الحلفاء :
* منذ أواخر1942 أخذ الحلفاء يحققون انتصاراتهم الأولى : حيث نظم الجيش السوفياتي هجوما مضادا انطلاقا من مدينة ستالينغراد ، فتمكن من تحرير الأراضي السوفياتية من الاحتلال الألماني . ثم انتقل إلى السيطرة على بلدان أوربا الشرقية . في نفس الوقت أنزل الحلفاء قواتهم بإفريقيا الشمالية فاستطاعوا استرجاع مصر و ليبيا و تونس والاستيلاء على إيطاليا (1944) والقضاء على النظام الفاشي بها .
كما أنزل الحلفاء جيوشهم في منطقة نورماندي وتقدموا لتحرير فرنسا ( 1944) و باقي بلدان أوربا الغربية .
* منذ مطلع 1945 بدأت جيوش الحلفاء في غزو أراضي ألمانيا . و انتهى الأمر باستسلام الجيش الألماني ( ماي 1945 ) و القضاء على النظام النازي .
* في نفس المرحلة ، طاردت القوات الأمريكية الجيش الياباني في المحيط الهادئ و الشرق الأقصى . و لجأت إلى إلقاء القنبلة الذرية على مدينتي هيروشيما و ناكازاكي لإرغام اليابان على الاستسلام  . و بذلك انتهت الحرب في شتنبر 1945 بانتصار الحلفاء . 
 نتائج الحرب العالمية الثانية :
 خلفت الحرب ع الثانية خسائر بشرية و مادية جسيمة :
* قدرت الخسائر البشرية للحرب ع الثانية بحوالي 50 مليون ، بالإضافة عشرات ملايين الجرحى و المعطوبين و الأرامل واليتامى .     وسجل اكبر عدد من الضحايا في الإتحاد السوفياتي ، و الصين وبولونيا و ألمانيا و اليابان .
* دمرت الحرب المباني و المصانع و شبكة المواصلات وعطلت الأراضي الزراعية . وبالتالي تراجع الناتج الوطني الخام في الدول المتحاربة باستثناء الولايات الأمريكية التي ظل اقتصادها سليما .
 تغيرت الخريطة السياسية بأوربا بعد الحرب ع الثانية :
* في الفترة 1945- 1948 قسمت ألمانيا و عاصمتها برلين بين الحلفاء.و بعد ذلك  تجزأت إلى دولتين : ألمانيا الغربية الرأسمالية ، و ألمانيا الشرقية الاشتراكية . كما تم تقسيم النمسا و عاصمتها فيينا .
*أنشأ الإتحاد السوفياتي أنظمة اشتراكية موالية له في أوربا الشرقية . و ضم إلى أراضيه بلدان استونيا ، لتونيا ، لتوانيا .
 حلت هيأة الأمم المتحدة محل عصبة الأمم :
في سنة 1945 تأسست هيأة الأمم المتحدة التي استهدفت ضمان السلم العالمي و تعزيز التعاون الدولي و احترام حقوق الإنسان. واعتمدت على أجهزة داخلية منها : الجمعية العامة ، و مجلس الأمن ، و محكمة العدل الدولية . بالإضافة إلى مؤسسات مختصة كمنظمة الصحة العالمية ، و منظمة الشغل الدولية ، و صندوق النقد الدولي .
خاتمة : إلى جانب الخسائر البشرية و المادية ، أثرت الحرب ع الثانية على العلاقات الدولية .
نظام الحماية بالمغرب و الاستغلال الإستعماري
نظام الحماية شكل استعماري قام على الإزدواجية الإدارية بين إدارة استعمارية ذات سلطة فعلية ، و إدارة وطنية ذات سلطة صورية. مقدمة :
ماذا عن نظام الحماية و الاحتلال العسكري في المغرب ؟ و ما مظاهر و نتائج الاستغلال الاستعماري ؟
نظام الحماية في المغرب ، و الاحتلال العسكري
آلت الضغوط الاستعمارية على المغرب إلى فرض الحماية الأجنبية:
*في عهد السلطانين المولى عبد العزيز( 1894- 1908 )والمولى عبد الحفيظ ( 1908 – 1912 ) شهد المغرب  أزمة داخلية حادة اقتصاديا و ماليا  و سياسيا.
*مهدت فرنسا لاحتلالها للمغرب بعقدها الصفقات الاستعمارية  مع كل من إيطاليا ( 1902) و إنجلترا ( 1904 ) و إسبانيا ( 1902 – 1904 ) .
* عارضت ألمانيا الأطماع الفرنسية في المغرب ،و قام إمبراطورها كيوم الثاني بزيارة طنجة سنة 1905 و ألقى بها خطابا عبر فيه عن ضرورة احترام سيادة المغرب  ، و دعا إلى عقد مؤتمر دولي لدراسة المسألة المغربية . وبالفعل عقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 . كما كان رد فعل ألمانيا إزاء الاحتلال الفرنسي لمدينتي فاس و الرباط  ( سنة1911) هو إرسال سفينة حربية إلى خليج أكادير استعدادا لغزو المغرب ، فتنازلت لها فرنسا عن الكونغو .
* منذ سنة 1907 احتلت فرنسا مدينتي الدار البيضاء و وجدة وضواحيهما . وفي سنة 1909 وسعت إسبانيا نفوذها في الريف الشرقي انطلاقا من مليلية ، و استولت على العرائش و أصيلة و القصر الكبير سنة 1911 .
* في 30 مارس 1912 تم التوقيع بفاس على معاهدة  الحماية  التي نصت على قيام فرنسا بالإصلاحات الإدارية  و القضائية و التعليمية و المالية و العسكرية في المغرب مع احترام سيادة السلطان و الحفاظ على العقيدة الإسلامية
* اتفقت فرنسا مع إسبانيا على إجراءات تنفيذ الحماية في منطقة الاحتلال الإسباني شمال المغرب و وضع  طنجة  تحت النفوذ الدولي.
 كرست الأجهزة الإدارية و السياسية بالمغرب في عهدالحماية ( 1912 – 1956 ) الاستغلال الاداري :
* قسم المغرب إلى ثلاث مناطق نفوذ أجنبي : منطقة النفوذ الدولي في طنجة ، و منطقة النفوذ الإسباني في أقصى الشمال و الساقية الحمراء و وادي الذهب و طرفاية و إفني ، و منطقة النفوذ الفرنسي في باقي التراب الوطني  .( ص 111 الوثيقة 36 من كتاب المنار  )
* تميز التنظيم الإداري في منطقة النفوذ الفرنسي بما يلي :
- على المستوى المركزي : وجود إدارة استعمارية يرأسها المقيم العام الفرنسي الذي كان يصدر القوانين باسم السلطان المغربي، ويشرف على الشؤون الإدارية و الدبلوماسية  و العسكرية و الاقتصادية و الاجتماعية  و الثقافية . تقابلها إدارة مغربية يرأسها السلطان ، و التي ضمت   مدير الديوان الملكي و الصدر الأعظم و وزيري الأوقاف و العدل  .
- على المستوى الجهوي قسمت منطقة النفوذ الفرنسي إلى 7 أقاليم يحكم كل منها موظف فرنسي  الذي كان يستعين بأجهزة مختلفة منها المجلس الاستشاري الجهوي.
- على المستوى المحلي : قسم كل إقليم إلى دوائر قروية و حضرية يرأس كل منها موظف مغربي يعرف بالقائد أو الباشا .
* خضعت منطقة النفوذ الإسباني للمندوب السامي الإسباني الذي تولى السلطة الفعلية ، تاركا سلطة شكلية لخليفة السلطان .  و تدرجت الإدارة الإسبانية – مثل الفرنسية – على ثلاث مستويات : مركزية و جهوية و محلية .
* بالنسبة لطنجة ، فقد كانت  تحكمها ثلاث أجهزة  تمثل الهيأة الدبلوماسية و الجالية الأجنبية المقيمة بطنجة و أعيان المدينة و هي المجلس التشريعي و لجنة المراقبة و السلطة التنفيذية .
* بعد رحيل ليوطي عن المغرب سنة 1925 ، تحول نظام الحماية إلى حكم مباشر حيث انفردت الإدارة الفرنسية باتخاذ القرارات دون الرجوع إلى السلطان الذي حصرت دوره في الإمضاء على الظهائر .
مر الاحتلال العسكري الأوربي للمغربي بعدة مراحل :  (الخريطة ص 94 المورد )
- قبل 1912 احتلت فرنسا المغرب الشرقي و المناطق الممتدة من الدار البيضاء إلى فاس . في حين استولت إسبانيا على سيدي إفني   و بعض أجزاء الريف .
- في الفترة 1912 – 1914 : سيطرت فرنسا على السهول و الهضاب الآطلنتية .
- في الفترة 1914 – 1920 : غزت فرنسا الأطلس المتوسط و الأطلس الكبير .
- في الفترة 1921 – 1926 : استكملت إسبانيا احتلالها للمنطقة الشمالية .
- في الفترة 1931 – 1934 : استكملت فرنسا و إسبانيا السيطرة  على المناطق الصحراوية .
الاستغلال الاقتصادي الاستعماري و عواقبه على المجتمع المغربي :
تعددت أشكال الاستغلال الاقتصادي للمغرب في عهد الحماية :
* في الميدان الفلاحي : اتخذ الاستعمار ( الاستيطان ) الفلاحي شكلين أساسين هما :
- الاستعمار الرسمي : استيلاء الإدارة الاستعمارية على أراضي المخزن و الجماعة والأحباس .
- الاستعمار الخاص : سيطرة المعمرين الأوربيين على أراضي الفلاحين المغاربة بطرق متعددة .
* في الميدان الصناعي :اهتم الاستعمار باستغلال المعادن و مصادر الطاقة ، و أدخل إلى المغرب الصناعة الحديثة التي تمركزت في المدن الرئيسية خاصة الدار البيضاء .
* في ميدان التجارة و الخدمات : اتخذ الاستعمار المغرب مصدرا للمواد الأولية و سوقا للمنتجات الصناعية . و أقام شبكة حديثة  للمواصلات لتسهيل الاستغلال الاستعماري . و شجع الاستثمارات الأجنبية ، و فرض ضرائب كثيرة على المغاربة ( منها المكوس  و الترتيب ، و الضريبة المهنية و الضريبة الحضرية ).
خلف الاستغلال الاستعماري للمغرب عواقب وخيمة :
* عرفت البادية المغربية عدة تحولات اجتماعية يمكن تحديدها على النحو الآتي :
- تمركز الأراضي الخصبة في يد المعمرين الأوربيين وعملائهم  ، و اكتفاء الفلاحين المغاربة بملكيات صغيرة وفي مناطق أقل خصوبة
- قيام علاقات الإنتاج الرأسمالية القائمة على الملكية الخاصة ، و بالتالي تفكك النظام القبلي .
- إثقال كاهل السكان القرويين بالضرائب و أعمال السخرة .
- انتشار الهجرة القروية  نحو المدن و المراكز المنجمية .
* شهدت المدن المغربية بدورها تحولات اجتماعية منها :
- إفلاس التجار و الصناع التقليديين المغاربة أمام منافسة الاقتصاد الاستعماري العصري  .
- نشأة الطبقة العاملة التي تمركزت في المدن الكبرى ، و التي عاشت ظروفا مزرية منها طول مدة العمل و ضعف الأجور . فانعكس ذلك على الجانب العمراني حيث ظهرت أحياء الصفيح
خاتمة :  ألحق الاستغلال الاستعماري الضرر بمصالح أغلب الطبقات الاجتماعية المغربية. مما أدى إلى نضال المغرب من أجل الاستقلال
نضال المغرب من أجل تحقيق الإستقلال و استكمال الوحدة الترابية
مقدمة: بتوقف المقاومة المسلحة ، دخل المغرب مرحلة النضال السياسي التي توجت بثورة الملك و الشعب والتي آلت إلى استقلال المغرب سنة 1956 . و بعد ذلك تم استكمال الوحدة الترابية .
- ما هي أهم حركات المقاومة المسلحة بالبوادي المغربية ؟ وما هي أسباب توقفها ؟
- ما هي تطورات مرحلة المقاومة السياسية ؟
- ما دور ثورة الملك و الشعب في تحقيق الاستقلال ؟
- ما هي مراحل و أساليب استكمال الوحدة الترابية ؟
المقاومة المسلحة المغربية وعوامل توقفها :
قامت حركات المقاومة المسلحة في البوادي المغربية :
* قاد أحمد الهيبة المقاومة المسلحة في الجنوب و الصحراء: حيث اتخذ تزنيت مقرا لحركته ، و نظم حملة عسكرية دخل بها مراكش .
و منها حاول التوجه إلى الدار البيضاء لتحريرها لكنه انهزم في معركة سيدي بوعثمان أمام الجيش الفرنسي . فتراجع إلى سوس و ظل يقاوم حتى وفاته سنة 1919 ، حيث خلفه  مربيه ربه الذي استمر في قيادة المقاومة بالجنوب المغربي إلى غاية 1934 .
* تزعم موحا أو حمو الزياني المقاومة المسلحة بالأطلس المتوسط ، فانتصر على الجيش الفرنسي في معركة الهري سنة 1914 . وظل يقاوم حتى استشهاده سنة 1921 .
* تولى عسو أوبسلام و زايد أوحماد قيادة المقاومة المسلحة التي  شنتها قبائل الأطلس الكبير و الصغير على القوات الفرنسية ، فتمكنت من هزمها في بعض المعارك من أهمها  معركة بوكافر سنة 1933
* في البداية، عرفت منطقة الريف مناوشات عسكرية بين الإسبان و المقاومين الريفيين بزعامة محمد أمزيان و عبد الكريم الخطابي .
و بوفاة هذا الأخير تبلورت المقاومة المسلحة الريفية على يد محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي اتبع أسلوب حرب العصابات ( القائم على المباغتة و الانسحاب السريع) فانتصر على  الجيش الإسباني في معركة أنوال سنة 1921 . غير أن القوات الفرنسية و الإسبانية تحالفت ضده ، فاضطر ابن عبد الكريم إلى تسليم نفسه . و تم نفيه سنة 1926 إلى جزيرة لاريينيون ( في المحيط الهندي ).
 يرجع توقف المقاومة المسلحة المغربية  إلى أسباب متعددة منها :
- تباين القوة بين المقاومة المسلحة المغربية و الاحتلال الأجنبي
- تحالف القوات الفرنسية و الإسبانية ضد المقاومة المسلحة المغربية مثل المقاومة الريفية
- استعمال القوات الغازية لأسلحة مدمرة وسامة ، و لجوئها إلى إحراق المحاصيل الزراعية و عزل القبائل المقاومة .
- تواطؤ كبار القواد مع الاستعمار
- انعدام التنسيق بين حركات المقاومة المسلحة المغربية .
تطورات مرحلة المقاومة السياسية :
خلال الثلاثينيات طالبت الحركة الوطنية المغربية بالإصلاحات :
* ارتبطت نشأة الحركة الوطنية بعدة عوامل منها :
- صدور الظهير البربري سنة 1930 الذي استهدف التفرقة العنصرية بين العرب و الأمازيغ
- انعكاسات الاستغلال الاستعماري على المجتمع المغربي بعد الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929
- توقف المقاومة المسلحة في البوادي و استكمال الاحتلال العسكري الأجنبي للمغرب .
- ظهور الحركة السلفية بزعامة أبي شعيب الدكالي و محمد بن العربي العلوي .
* في سنة 1933 أسس علال الفاسي و محمد بلحسن الوزاني و أحمد بلافريج أول حزب سياسي مغربي و هو كتلة العمل الوطني الذي تقدم إلى السلطات الاستعمارية في سنة 1934ببرنامج المطالبة بالإصلاحات الذي تضمن النقط الآتية :
- السياسة الإدارية : إلغاء الحكم المباشر ، و تكوين حكومة مغربية ، وإقرار حرية التعبير.
- السياسة الاقتصادية و المالية : وضع حد للاستغلال الاقتصادي ، و المساواة في الضرائب بين المغاربة و الأجانب .
- السياسة الاجتماعية : الاهتمام بالتعليم و الصحة ، و تحسين ظروف العمال المغاربة .
* غير أن الاستعمار رفض الاستجابة لهذه المطالب ، و قام باعتقال و نفي زعماء الحركة الوطنية سنة 1937 وهي السنة التي عرفت انقسام كتلة العمل الوطني إلى حزبين هما الحركة الوطنية لتحقيق المطالب( أو الحزب الوطني) بقيادة علال الفاسي و الحركة القومية بزعامة محمد بلحسن الوزاني .
منذ سنة 1944 انتقلت الحركة الوطنية المغربية إلى المطالبة بالاستقلال :
* ساهمت عوامل متعددة في الانتقال إلى المطالبة بالاستقلال منها :
- تزايد الاستغلال و القمع الاستعماريين .
- توسع الحركة الوطنية بظهور أحزاب جديدة في طليعتها حزب الاستقلال ، و حزب الشورى  و الاستقلال ، والحزب الشيوعي . و إصدار هذه الأحزاب للجرائد بهدف توعية المغاربة .
- قيام العمال المغاربة بالإضرابات و تكتلهم نقابيا ( داخل اتحاد النقابات الموحدة ) .
- احتلال ألمانيا لفرنسا و فقدان هذه الأخيرة لهيبتها الاستعمارية.
- تأييد الحلفاء لمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها من خلال  الميثاق الأطلنتي 1941 ، و مؤتمر أنفا 1943
* في 11 يناير 1944 أصدر حزب الاستقلال وثيقة المطالبة  بالاستقلال التي نادت بإلغاء نظام الحماية و طالبت باستقلال المغرب  و وحدته الترابية في إطار الملكية الدستورية.
* تبنى السلطان محمد الخامس هذه الوثيقة ، فطالب باستقلال المغرب و احترام سيادته و وحدته الترابية في عدة مناسبات منها رحلته إلى فرنسا سنة 1945 ، و زيارته لمدينة طنجة سنة 1947 ، وخطاب العرش لسنة 1952 .
استقلال المغرب و استكمال وحدته الترابية :  ( الخريطة :  ص 109 المنار – ص 105 المورد )
عجلت ثورة الملك و الشعب باستقلال المغرب :
* دبر المقيم العام الفرنسي كيوم بمساعدة عملاء الاستعمار و على رأسهم الكلاوي مؤامرة عزل السلطان محمد بن يوسف  و تعيين مكانه محمد بن عرفة . ففي 20 غشت 1953 نفي السلطان محمد الخامس و الأسرة الملكية إلى جزيرة كورسيكا (في البحر المتوسط ) و منها إلى جزيرة مدغشقر ( في المحيط الهندي ).
* بمجرد نفي السلطان ، انطلقت المظاهرات في المدن المغربية ، و رفض المغاربة الاعتراف بحكم ابن عرفة ، و قاطعوا البضائع الفرنسية . و ظهرت حركة فدائية مسلحة قادها بعض الزعماء من أشهرهم علال بن عبد الله و محمد الزرقطوني و أحمد الحنصالي . في نفس الوقت تأسس جيش التحرير  الذي تولى مهاجمة المواقع الاستعمارية في جبال الريف و الأطلس المتوسط و الكبير و المناطق الصحراوية .
* أمام تصاعد الكفاح المسلح ، اضطرت فرنسا إلى إبرام اتفاقية إيكس ليبان التي بمقتضاها عاد السلطان محمد الخامس إلى وطنه في نونبر 1955 ، وتشكلت حكومة مغربية تكلفت بمتابعة التفاوض مع الحكومة الفرنسية و الذي أسفر في 2 مارس 1956 عن توقيع اتفاقية مغربية فرنسية وضعت حدا لنظام الحماية الفرنسية . و في أبريل من نفس السنة ألغيت الحماية الإسبانية في المنطقة الشمالية . و في أكتوبر 1956 ألغي الوضع الدولي لمدينة طنجة
 لجأ المغرب إلى أساليب متنوعة لاستكمال وحدته الترابية :
* أمام تصاعد كفاح جيش التحرير و المقاومة المسلحة لقبائل الجنوب ، اضطرت إسبانيا إلى عقد اتفاقية سينطرا التي بموجبها انسحبت من طرفاية سنة 1958 .
* اعتمد المغرب على المقاومة المسلحة و التفاوض مع إسبانيا من أجل استرجاع منطقة سيدي إفني سنة 1969 .
* رفضت إسبانيا فتح المفاوضات في شأن الصحراء المغربية . لهذا طرح المغرب هذه القضية على أنظار محكمة العدل الدولية التي أكدت وجود روابط البيعة و الولاء بين سكان الصحراء و العرش المغربي . و على ضوء ذلك ، نظم المغرب في 6 نونبر 1975 المسيرة الخضراء التي أدت إلى عقد اتفاقية مدريد التي أتاحت للمغرب استرجاع منطقة الساقية الحمراء ، بينما تولت موريتانيا إدارة منطقة وادي الذهب . غير أنها سرعان ما انسحبت من هذه المنطقة التي قام المغرب بضمها للوحدة الترابية في غشت 1979 على إثر بيعة سكان وادي الذهب .
 خاتمة : استقل المغرب سنة 1956 و استرجع مناطقه المحتلة باستثناء سبتة و مليلية و الجزر الجعفرية ( جزر ملوية ) .
شرح العبارات :
*الحكم المباشر : شكل استعماري قام على انفراد الإدارة الأجنبية  بالسلطة بعد إقصاء الإدارة الوطنية .
* الميثاق الأطلنتي :اتفاقية ثنائية بين الرئيس الأمريكي روزفيلت و الوزير الأول البريطاني تشرشيل .
* مؤتمر أنفا : مؤتمر جمع بين الزعيمين السابقي الذكر ، بحضور ملك المغرب محمد الخامس .
* فرحات حشاد : زعيم نقابي تونسي اغتاله الاستعمار الفرنسي سنة 1952 ، فاندلعت مظاهرات كبرى في بلدان المغرب العربي .
ملف العولمة و التحديات الراهنة
مقدمة منذ أوخر القرن العشرين أصبحت العولمة تفرض نفسها .
- ما هو مفهوم العولمة ؟ و ما هي جذورها التاريخية ؟ و ما هي ظروف انتشارها ؟
- ما هي التحديات الراهنة للعولمة ، و  أساليب مواجهتها ؟
العولمة : مفهومها ، جذورها التاريخية ، و ظروف انتشارها
تتعدد أشكال العولمة :
* العولمة هي تداخل كثيف في العلاقات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الثقافية بين مختلف دول العالم . و بالتالي سهولة حركة الأفراد و البضائع و رؤوس الأموال و الخدمات و المعلومات .
* تتخذ العولمة المظاهر الآتية :
- العولمة الاقتصادية القائمة على نظام رأسمالي مبني على اقتصاد السوق، و المنافسة، و هيمنة التكتلات الاقتصادية الكبرى والشركات المتعددة الجنسية، والمؤسسات الاقتصادية الدولية .
- العولمة السياسية التي تتميز بالقطبية الأحادية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ، و نهج الديمقراطية السياسية ، و احترام حقوق الإنسان .
- العولمة الاجتماعية و الثقافية التي تتمثل في انتشار العادات و الثقافة الغربية .
- العولمة التقنية التي تتجلى في بروز ظاهرة القرية العالمية، و تقليص المسافات، و تخطي الحدود الجغرافية
مر التطور التاريخي لظاهرة العولمة بمراحل متلاحقة :
* في الحقبة القديمة : توسعت الإمبراطورية الرومانية في حوض البحر المتوسط انطلاقا من إيطاليا ، و فرضت هيمنتها السياسية  و الاقتصادية ، و نشرت حضارتها و ثقافتها .
* في الحقبة الوسيطية : قامت الإمبراطورية البيزنطية مقام الدولة الرومانية فسارت على نفس النهج . في نفس الوقت انطلقت  الفتوحات الإسلامية من الحجاز لتمتد إلى عدة بلدان و مناطق في آسيا و إفريقيا و أوربا  .
* في الحقبة الحديثة : نظم الأوربيون الاكتشافات الجغرافية ، و أقاموا مستعمرات . فتحول ثقل التجارة العالمية من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلنتي  ، و انطلقت الهجرات السكانية الكبرى نحو العالم الجديد. وتعزز التفوق الأوربي بحدوث الثورة الصناعية . 
* في الحقبة المعاصرة : دخلت الدول الرأسمالية مرحلة الإمبريالية ، فتوسعت الحركة الاستعمارية ،و قامت الحرب العالمية الأولى والأزمة الإقتصادية 1929 و الحرب العالمية الثانية . و بعد ذلك انقسم العالم إلى كتلتين : شرقية اشتراكية و غربية رأسمالية ، وتحررت المستعمرات .
ساهمت بعض العوامل في انتشار ظاهرة العولمة :
- انهيار المعسكر الاشتراكي بأوربا الشرقية ، وتفكك الإتحاد السوفياتي ؛ و بالتالي نهاية نظام القطبية الثنائية ( الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد السوفياتي ) وظهور النظام العالمي الجديد القائم على أحادية القطب ( الولايات .م . الأمريكية )
- تزايد نفوذ الشركات المتعددة الجنسية و على رأسها الشركات الأمريكية.
- إنشاء منظمة التجارة العالمية التي تهدف إلى تحريرالمبادلات عبر أرجاء العالم .
- الثورة المعلوماتية ، و تطور وسائل الاتصال و الإعلام و المواصلات .
العولمة : التحديات الراهنة ، وأساليب مواجهتها :
في ظل العولمة ، تواجه البلدان النامية تحديات في مختلف الميادين :
- في المجال الاقتصادي :  ضعف الرأسمال الوطني و موارد الدولة ، و حدة المنافسة الأجنبية ، و التبعية الاقتصادية .
- في المجال الاجتماعي : الفقر، البطالة ، الأمية ، الفوارق الطبقية الكبيرة ، الهجرة القروية ، الهجرة السرية .
- في المجال الثقافي و الحضاري : فقدان الهوية الوطنية و غزو النماذج الغربية .
- في المجال السياسي : استمرار الممارسات المخالفة للديمقراطية و حقوق الإنسان .
- في المجال البيئي : استنزاف الموارد الطبيعية ، التقلبات المناخية ، التلوث ، الانحباس الحراري .
يمكن اقتراح بعض التدابير للتغلب على هذه التحديات :
- خلق تكتلات اقتصادية كبرى في العالم الثالث .
- إقامة شراكة مع تكتلات العالم المتقدم مثل الإتحاد الأوربي  و مجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر.
- توفير الظروف الملائمة للاستثمار .
- إعادة هيكلة الاقتصاد لمواكبة متطلبات السوق الدولية .
- تحسين المستوى الاجتماعي للمواطنين، و تقليص الفوارق الطبقية.
- رد الاعتبار للثقافة و الحضارة المحليتين .
- ترشيد استغلال الموارد الطبيعية ، و المحافظة على التوازن البيئي في إطار التنمية المستدامة .
خاتمة :   تكرس العولمة تزايد الهوة بين دول الشمال و دول الجنوب . لهذا ظهرت منظمات غير حكومية مناهضة لها من بينها المنتدى الاجتماعي العالمي و حركة أطاك .

0 comments

Enregistrer un commentaire